محتوى المقال
النمو العقلي هو عملية التي تتألف من التفاعل بين الوراثة والبيئة والتجارب الفردية التي تساهم في تطوير قدرات الشخص النفسية والمعرفية طوال حياته، وتعمل على تشجيع التطور والنمو المستمر للفرد، وتصاحب هذه العملية تغيرات جسدية ونفسية تعرف باسم “النمو العقلي”.
مراحل النمو العقلي
يمر النمو العقلي بعدة مراحل تبدأ منذ الطفولة حتى الشيخوخة، ويمكن التعرف على هذه المراحل كالتالي:
- الرضاعة والطفولة المبكرة: تعد هذه المرحلة من أهم مراحل نمو الطفل العقلي، حيث يتم تطوير أسس النمو العقلي من خلال سلسلة من التجارب والعمليات، خاصة خلال السنة الأولى من الحياة حيث يتفاعل الأطفال مع البيئة ويتعلمون منها، مما يساهم في تطوير القدرات اللغوية والحركية والاجتماعية والعاطفية.
- مرحلة الطفولة المتوسطة والمراهقة: يستمر الطفل في عملية التعلم والنمو بهدف تحقيق الاستقلالية، ويواصل الطفل استكشاف العالم من حوله وتطوير قدراته المعرفية والاجتماعية واللغوية والعاطفية.
اقرأ أيضًا: علاج صرير الاسنان عند الاطفال
- مرحلة الشباب: حيث يستمر الشخص في التعلم والتطور أثناء تكييفه مع متطلبات الحياة الكبار خلال هذه الفترة، يركز الأفراد عادة على تحديد هويتهم من خلال إقامة العلاقات وسعيهم لتحقيق الأهداف التعليمية والمهنية، وذلك وفقًا لنظرية إريكسون للتطور النفسي الاجتماعي.
- في مرحلة البلوغ، يستمر الأفراد في التعلم والتطور أثناء تكيفهم مع متطلبات الحياة البالغة في ظل الظروف المتغيرة، حيث يركزون عادة على بناء العلاقات وتحقيق الأهداف التعليمية والمهنية من أجل تطوير الهوية الشخصية، وفقًا لنظرية إريكسون للتطور النفسي الاجتماعي.
- كبار السن: يعرفون بفترة الشيخوخة التي يستمر فيها الأفراد في التعلم والتطوير، ولكن مع تغيرات جسدية ومعرفية مرتبطة بالشيخوخة خلال هذه المرحلة، يركز الأفراد عادة على التكيف مع تغيرات الحياة وتطوير الشعور بالهدف في الحياة.
أسباب تأخر النمو العقلي لدى الأطفال
وفقًا للدكتورة شيرين الجيار استشاري طب الأطفال والتغذية العلاجية في مستشفيات جامعة القاهرة، تؤدي عوامل معينة إلى تأخر النمو العقلي لدى الأطفال وهي:
- الولادة المبكرة.
- قلة توصيل الأكسجين للطفل أثناء ولادته.
- زواج الأقارب.
- الأم تتناول الأدوية أثناء الحمل بدون استشارة الطبيب.
- إدمان الأم المواد المخدرة أثناء الحمل.
- تعاني الأطفال من ضعف السمع أو النظر.
- إصابة الأطفال بالأمراض الجينية، مثل متلازمة داون.
العوامل المؤثرة على النمو العقلي
على الرغم من قدرة الأطفال على التكيف و التغلب على الصعوبات، فإن هناك عوامل تؤثر بشكل كبير عليهم التي تتضمن مايلي:
- الوراثة والعوامل البيئية تلعب دورًا في تاريخ العائلة في الإصابة بالأمراض العقلية، حيث يكون الأطفال أكثر عرضة لهذه المشاكل العقلية.
- ببيئة المدرسية حيث يواجه بعض الأطفال خاصة في المدارس الابتدائية تحديات مثل صعوبة الاستمرار في الروتين المدرسي أو الأداء الأكاديمي.
- تعرض الأفراد لصدمات مثل الأحداث المؤلمة يزيد من احتمالية تعرضهم لمشاكل في الصحة العقلية، وتشمل هذه الصدمات السوء المعاملة، الإهمال، مشاهدة العنف، الاعتداء الجنسي، وحتى فقدان أحد أفراد العائلة.
- يمكن أن تؤدي تغيرات في الكيمياء الدماغية إلى فقدان التوازن، خاصة لأن تلك الكيمياء تسهم في تنظيم المزاج والسلوك.
- التوترات المتعلقة بالحياة مثل الفقر والتنمر والطلاق، وغيرها، تسهم في ظهور مشاكل عقلية لدى الأطفال.
- الوالدين الذين يتبعون أسلوبًا قاسيًا ويتفاعلون بشكل سلبي مع أطفالهم قد يؤثرون على الصحة العقلية لديهم، حيث يمكن أن يزيد هذا التفاعل من احتمالية تعرض الأطفال لمشاكل صحة عقلية.
علامات وأعراض اضطرابات النمو العقلي لدى الأطفال
قد تختلف علامات وأعراض اضطرابات النمو العقلي لدى الأطفال حسب نوع الاضطراب ومع ذلك، هناك علامات حمراء عامة تشير إلى وجود مشكلة منها:
- تغيرات في السلوك أو المزاج.
- مواجهة مشاكل في النوم.
- تغيرات في الشهية.
- صعوبة في التركيز.
- ردود الفعل تكون متطرفة.
متى يكتمل النمو العقلي للطفل؟
عندما يصل الطفل إلى عمر 12 سنة يكتمل نموه العقلي والمعرفي الأساسي، ويدخل الطفل في هذه المرحلة في مرحلة جديدة من النمو الإدراكي والتطور المعرفي، حيث يعتمد على التعليم والتمرين والمعلومات التي يكتسبها بشكل منهجي، إما في المدرسة أو بشكل فردي في الأشهر الأولى من عمر الطفل، يمكنه تمييز بعض الأشياء من خلال حواسه.
مع مرور الوقت يكتسب المزيد من المعارف والقدرات من خلال التجارب، وينتقل إلى مرحلة جديدة من النمو العقلي يبدأ الطفل بتعلم مهارات جديدة، و يطور لغته و تصوراته الذهنية يصبح قادرًا على التعرف على ذاته وعلى الآخرين، والتمييز بين تصوراته وتصوراتهم.