الشرك الأكبر من أخطر الأشياء التي يجب على كل مسلم أن يحذر منها، فقد خلق الله عز وجل الإنسان وأمره بالإيمان بالله والتوحيد، وأن يعبد الله وحده لا شريك له، والمقصود بالتوحيد هو أن يؤمن العبد بوجود الله عز وجل وأن يفرده بالألوهية والعبودية ويعبده وحده لا شريك له، ويقدسه عن جميع النواقص، وأن يؤمن بجميع صفات الله عز وجل وأسمائه، وأي نقيض لذلك يعتبر من الشرك، فالشرك من الأمور الخطيرة التي تخرج العبد من رحمة الله عز وجل، ولذلك ينبغي أن يعرف العبد ما هو الشرك وما هي علاماته؟ لكي يأمن شره ويحذر من الوقوع فيه، لهذا نوضح لكم في هذا المقال كل ما يتعلق بأمر الشرك بالله عز وجل.
تعريف الشرك الأكبر
تعريف الشرك في اللغة: الشرك في اللغة هو اتخاذ الشريك، ويكون ذلك من خلال أن يجعل أحد ما شريك لأحد آخر، ويشتق منه كلمة الشركة، وهي تقوم على اشتراك مجموعة من الناس في شيء ما أو في ملك عقار أو في إدارة مؤسسة، ويقال أشرك في أمره غيره إذا قام الرجل بجعل أمر ما لاثنين.
تعريف الشرك في الاصطلاح: أما تعريف الشرك اصطلاحا فمعناه أن يقوم العبد باتخاذ شريك أو ند لله عز وجل في الربوبية والعبودية، سواء كان هذا الشريك بشر آخر أو جماد أو حيوان أو أي مخلوق من مخلوقات الله عز وجل، أو اتخاذ شريك لله في أسمائه وصفاته عز وجل، كأن يقوم بوصف شيء من مخلوقات الله باستخدام صفة من صفات الله تعالى عن هذا علوا كبيرا، وهذا مثل الذي فعلوه اليهود والنصارى وغيرهم من أصحاب الأديان السماوية.
والشرك الأكبر هو عندما يقوم العبد باتخاذ غير الله شريكا في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، الشرك يكون في:
- الاعتقادات: بأن يعتقد أن غير الله يستحق العبادة.
- الأعمال: مثل الذبح لغير الله.
- الأقوال: مثل أن يدعو شيء من مخلوقات الله لا تنفع ولا تضر.
أنواع الشرك في الألوهية
الشرك الأكبر
وهو ينقسم إلى ثلاثة أنواع كالتالي:
- شرك الربوبية، وهو شرك من يعتقد أن هناك ربا آخر مع الله ولكنه لم يبطل أسماؤه وصفاته، ومن هذا الشرك الكثير من الأشكال التي تقع تحت شرك الربوبية وهذا عندما يؤمن العبد بالكواكب الفوقية ويعتقد أنها هي المدبر للعالم بجميع قوانينه.
- الشرك في الأسماء والصفات، وذلك عند تشبيه الخالق بالمخلوق تعالى الله سبحانه عن هذا، أو أن يقوم الشخص المشرك باشتقاق أسماء آلهتهم من أسماء الله عز وجل.
- الشرك في الألوهية والعبودية، وذلك يكون في تقديم شعائر الله لغير الله كأن يدعو إنسان آخر ويستغيث بإنسان غير الله، ومنه أيضا شرك الطاعة وشرك المحبة.
الشرك الأصغر
وأما الشرك الأصغر فيدخل فيه كل ما نهى عنه الله عز وجل مما قد يكون باب ودافع للوقوع في الشرك الأكبر، ومن أشكال الشرك الأصغر ما يلي: الحلف بغير الله، والرياء وهو فعل الطاعة ليراه الناس، والشرك الأصغر معروف أنه لا يخرج صاحبه من ملة الإسلام ولكنه إثم كبير من الكبائر أعظم من الزنا والخمر.
أبواب الشرك بالله
وأبواب الشرك هي الوسائل المؤدية إليه، وكل فعل يوقع الإنسان في الشرك، ومن أبوا الشرك ما يلي:
- الحلف بغير الله عز وجل، فالحلفان يكون بكل عظيم وأنت عندما تحلف بغير الله فإنك تضع هذا المخلوق الذي حلفت به في منزلة لا تجوز لغير الله سبحانه وتعالى.
- المساواة بين الخالق والمخلوق حتى في ظاهر الألفاظ العادية التي لم يقصد بها الشرك بعينها.
- التبرك بغير الله عز وجل: البركة هي من نعم الله عز وجل علينا، والتبرك هو طلب البركة، والمشرك عندما يتبرك بغير الله عز وجل يعتقد أن المخلوق الذي يتبرك منه قادر على منح البركة، وهذا شرك.
- المغالاة في حب الصالحين والالتصاق بهم، والمجاوزة في ذلك.
- بناء المساجد على القبور.
- التوسل من خلال التقرب لغير الله عز وجل، أو التقرب إلى الله عن طريق شخص آخر.
علامات الشرك بالله
وتتعدد علامات ومظاهر الشرك بالله بشكل كبير، وتكون علامات الشرك كالتالي:
- الاعتقاد إن لله عز وجل ولد أو زوجة، تعالى الله سبحانه عن هذا علوا كبيرا.
- أن يعبد مخلوق غير الله.
- أن يقصد أحد غير الله بالعمل والتوبة، وهذا يسمى شرك النية.
- وأيضا من أهم مظاهر الشرك الأصغر، هو الرياء.
الشرك من أهم الأمور التي يجب أن يحذر منها كل مسلم حتى لا يقع فيه، فمن المهم للمسلم أن يعرف الشرك الأكبر من أجل تجنب الوقوع فيه والخروج من رحمة الله، وقد وضحنا الكثير من التفاصيل عن هذا الأمر.