الدين

هل كان الرسول والصحابة فقراء

زهد الرسول والصحابة

كثيراً ما نجد الشيوخ يتكلمون عن الفقر ويدعون الله بأن يحشرنا في ذُمرة الفقراء ، ويدَعون أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان فقيراً لذلك يجب أن نكون نحن أيضاً فقراء إقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم ، وفي حقيقة الأمر هؤلاء المشايخ ما هم الا علماء السلطان الذين يفعلون هذا لكي يجعلوا المؤمنون يرضون علي ما هم عليه من ضعف وفقر ولا يُطالبوا بحقوقهم ، فيتاجرون بجهل الناس ويتاجرون بالدين ، فهل كان الرسول والصحابة فقراء .

الفرق بين الفقر والزهد

لم يكن الرسول ولا الصحابة فقراء فكيف يكونوا فقراء وقد كانوا ينتصرون في كل الغزوات ويحصلون علي الغنائم ، كيف يكون الرسول فقير والمولي عز وجل يقول في كتابة العزيز (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ـ فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ـ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ـ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى .
لم يكن الرسول ولا الصحابة فُقراء ولكنهم كانوا زاهدين في الحياة ، بمعني أنهم لديهم المال ، ولكنهم ينفقونه في سبيل الله ، يفضلون أكل العيش والجبن والزيتون عن أكل اللحوم ، بالرغم من إستطاعتهم ذبح الإبل والأغنام ولكنهم زاهدون في الحياة لأنهم يطمعون في الأخرة والدلائل كثيرة علي زهد الصحابة عن الحياة الدنيا ومنها ما سوف نقص عليكم .

أمثلة لزهد الصحابة عن الحياة

١ – بعد موت الرسول صلي الله عليه وسلم انتشرت الفتوحات في بلاد الروم وكثرت الغنائم ومن تلك الغنائم تاج كسري المرصع بالجواهر وبساط منسوج من الذهب ووجدوا العديد من الأواني الذهبية وغيرها ، وعند تقسيم الغنائم حصل المسلمين علي أموال كثيرة فكيف كان حال عمر بن الخطاب الذي كان يوزع تلك الغنائم ، كان في إزاره اثنتا عشرة رقعة، وفي ردائه أربع رقع كل رقعة مختلفة عن الأخرى ، كان يأكل زيتاً وكان يأكل خبزاً وملحاً ، ويرفض أن يأكل من الطعام الهنيء ، ورفض أن يجلس على الفراش الوثير .

٢ – روى البخاري بإسناده عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ” أُتِيَ بِطَعَامٍ وَكَانَ صَائِمًا فَقَالَ قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَهُوَ خَيْرٌ مِنِّي كُفِّنَ فِي بُرْدَةٍ إِنْ غُطِّيَ رَأْسُهُ بَدَتْ رِجْلَاهُ وَإِنْ غُطِّيَ رِجْلَاهُ بَدَا رَأْسُهُ وَأُرَاهُ قَالَ: وَقُتِلَ حَمْزَةُ وَهُوَ خَيْرٌمِنِّي ثُمَّ بُسِطَ لَنَا مِنْ الدُّنْيَا مَا بُسِطَ ” أَوْ قَالَ: أُعْطِينَا مِنْ الدُّنْيَا مَا أُعْطِينَا وَقَدْ خَشِينَا أَنْ تَكُونَ حَسَنَاتُنَا عُجِّلَتْ لَنَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي حَتَّى تَرَكَ الطَّعَامَ. أمثلة توضح كيف كان الصحابة أغنياء :-

واليكم بعض الأمثلة التي توضح أن الصحابة كانوا أغنياء ولديهم أموال كثيرة ولكنهم كانوا ينفقونها جميعها لوجة الله ومن هؤلاء الصحابة .

١ – أبو بكر الصديق

روى هشام عن أبيه: أسلم أبو بكر وله أربعون ألفًا فأنفقها في سبيل الله، وأعتق سبعةً كلهم يعذّب في الله: أعتق بلالًا، وعامر بن فُهيرة، وزنيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني المؤمل، وأم عبيس .

٢ – عثمان بن عفان

قال فيه ابن مسعود رضي الله عنه: “اشترى عُثمان رضي الله عنه بئر رُومة، وكانت ليهوديّ يبيع المسلمين ماءَها، فقال رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم‏:‏ ‏”‏مَنْ يَشْتَرِي رُومَةَ فَيَجْعَلَهَا لِلْمُسْلِمينَ يَضْرِبُ بِدَلْوِهِ فِي دِلَائِهِمْ، وَلَهُ بِهَا مَشْرَبٌ فِي الْجَنَّةِ‏” ‏‏، فأتى عثمانُ اليهوديَّ فساومه بها، فأبى أن يبيعها كلَّها، فاشترى نصفَها باثني عشر ألف درهم‏، فجعله للمسلمين، فقال له عثمان رضي الله عنه:‏ إن شئْتَ جعلت على نصيبي قرنين، وإن شئت فلي يوم ولك يوم‏،‏ قال:‏ بل لك يوم ولي يوم‏،‏ فكان إذا كان يوم عثمان استقى المسلمون ما يكفيهم يومين؛ فلما رأى ذلك اليهوديّ قال:‏‏ أفسدتَ عليّ رَكِيَّتي، فاشتر النّصف الآخر، فاشتراه بثمانية آلاف درهم .

٣ – عبد الرحمن بن عوف

روي الزهري قال : تصدق عبد الرحمن بن عوف على عهد رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم بشطر ماله أربعة آلاف ثم تصدق بألف دينار، ثم حمل على خمسمائة فرس في سبيل الله عز وجل، ثم حمل على ألف وخمسمائة راحلة في سبيل الله؛ وكان عامة ماله من التجارة . وهناك العديد من الصحابة الذين كانوا ينفقون في سبيل الله الأموال ومنهم من كان يقوم بتسليح جيش وإمداد الجيش بالخيول وشراء النخيل ، فكيف يفعل الصحابة كل هذا إن كانوا فقراء ، لذلك فالصحابة لم يكونوا فقراء ولكنهم كانوا يعملون في التجارة وكانت لديهم أموال كثيرة ولكنهم كانوا زاهدين في الحياة فيخرجون الأموال إبتغاء الجنة وينامون علي الحصير ويأكلون التمر والخبز ، لذلك يجب أن نفرق بين الفقر والزهد فالصحابة كانوا زاهدين ولم يكونوا فُقراء .

مواضيع مشابهة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى