لماذا قسم الله الأرزاق بين عبادة بدرجات مختلفة وليس بالتساوي
الله عز وجل هو العدل فمن أسمائة الحسني إسم (العدل) ومن صفاتة عز وجل العدل بين عبادة فمن يقول أن الله وزع الأرزاق بدرجات مختلفة قد أخطئ فالله وزع كل شئ بين عبادة بالعدل ولكن بمعايير مختلفة ، وهذا لأن رحمتة وسعت كل شئ وسوف ، ولكن الإنسان له نظرة قصيرة في الحياة لا يدرك كل شئ ، عندما تتعطل في عملك وتخرج متأخر وأنت تشتم مديرك وتسب الزمن ولا تعلم أن هذا التأخر جعلك تنجو من ركوب السيارة التي انفجرت ومات كل منه بها ، انت مُستاء بسبب تأخرك ولكنك لا تعلم أن الله نجاك من تلك الحادثة ، لأن تفكيرك ضيق ومحدود وهكذا الحال في هذا المثال تري أن الله وزع الأرزاق بغير تساوي بين عبادة ولكن في الحقيقة كل شئ موزع بدقة وعدل شديدين ولكن بمعايير مختلفة ، ولكن كما قال الدكتور مصطفي محمود كُلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متساوية فمثلاً حظ جميع البشر هو فدان فسوف يحصل الجميع علي هذا الفدان من الحظ ولكن بنسب مختلفة فمثلاً
(الأول)
مال :- ٦٠%
بنون :- ٥%
صحة :- ٥%
جمال :- ١٠%
حب الناس :- ١٠%
راحة البال :- ٥%
الباقي :- ٥%
فهذا الشخص عندما تنظر اليه تجد أنه غني وثري ثراء فاحش بينما نسبتة في باقي الأشياء منخفضة .
(الثاني)
مال :- ١٠%
بنون :- ٦٠%
صحة :- ١٠%
جمال :- ٥%
حب الناس :- ٥%
راحة البال :- ٥%
الباقي :- ٥%
فعندما تنظر الي هذا الشخص تجد أن الله بارك له في ذريتة ولكن باقي حظة في الحياة قليل ولكن المجموع متساوي مع الأول .
(الثالث)
مال :- ٣٠%
بنون :- ٠%
صحة :- ٤٠%
جمال :- ٥%
حب الناس :- ١٥%
راحة البال :- ٥%
الباقي :- ٥%
هذا الشخص حرمة الله من الأبناء ولكن رزقة المال بنسبة جيدة والصحة بنسبة جيدة وحب الناس بنسبة جيدة ، فالملخص أنه لا أحد يحصل علي كل شئ ولكن في النهاية مجموع كلاً منهم يساوي ١٠٠% .
لماذا قسم الله الأرزاق بين الناس
إذاً لماذا لم يرزق الله كل البشر كل شئ بالتساوي ، قد تري أنت من وجهة نظرك أنه عندما يتم توزيع كل شئ بين البشر بالتساوي سوف يزول الكرة والحقد بين الناس ، ولكن هناك أسباب كثيرة بسببها لم يعطي الله البشر كل شئ ومن تلك الأشياء .
١ – لو كان جميع البشر متساوين في كل شئ لم تكن هناك حياة من الأساس ، فالحياة تقوم علي الإختلاف هناك عالم أعطاة الله العقل فهو يخترع الآلات والطيارات وغيرها ، وهناك شخص مستوي إبداعة أقل ولكنه متفوق في العمل الفني فيعمل علي تلك الآله التي إخترعها هذا العالم فيقوم الجميع بإكمال بعضهم البعض ، ولكن إن كان الجميع علماء فمن سوف يبيع في المحلات ومن سوف يلعب كرة القدم وغيره لذلك يقول المولي عز وجل (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [الزخرف:32] .
٢ – خلق الله الإنسان ووضعة في العديد من الإختبارات والفتن من تلك الفتن هذا التفاوت الموجود بين البشر ، عندما ينظر الفقير الي الغني يُفتن بمالة ، وعندما ينظر الغني إلي الفقير يُفتن بصحتة أو راحة بالة ، المهم أن كل شخص له إختبار ووضعة الله في ظروف معينة ليختبر صبرة ولكن الجميع يتعرض لإبتلائات ومصائب .
٣ – يقول المولي عز وجل (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى:27]
فالإنسان عندما يملك كل شئ سوف يبغي في الأرض ويتكبر وهكذا كان الحال مع الملوك الذين أعطاهم الله من فضله فبغوا في الأرض لذلك يعطي الله كل عبد علي قدر ما يتحمل من الإبتلائات ، فالمال فتنة والصحة فتنة وكل نعم الله هي فِتن قد تنقلب علي صاحبها .
٤ – من فوائد الظلام أنها تجعلنا نشعر بقيمة النور ، وأيضاً المرض يجعلنا نشعر بقيمة الصحة ، فيجب أن يتعرض الإنسان للإبتلاء في أي شئ فعندما يحصل عليه يشعر بقدرة ولكن إذا اعطانا الله كل شئ فلن نشعر بفضلة علينا .
فعلينا أن نرضي بقضاء الله وقدرة ونختم معكم بتلك الآية من القرآن الكريم (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ) [الفجر:15-16]
مواضيع مشابهة
اذن ما الحكمة من السعي في طلب الرزق طالما كلنا متساوون
طلب الرزق والسعى مطلوب وليس الحكمه فى عدم طلب الرزق او التواكل ولكن الحكمه فى الرضا بما قسمه الله لك من رزق
من قال الفقير مرتاح البال او صحيح البدن أحيانا يجتمع الفقر مع المرض و غير يسبب التفكك الأسري و الكراهية و الحقد فمن أين تأتي راحة البال .
من قال بأن الناس متساوية في الرزق فقد أخطأ لأن الله قال وفضل بعضكم على بعض في الرزق
يوجد تفاوت في توزيع الأرزاق فقد تجد ذي سلطان ومعه المال والذرية الصالحة وبصحة جيدة وباله مرتاح
وعلى النقيض قد تجد شخصا فقيراً معدما وعقيما ومريضا وقبيح الوجه وليس مرتاح البال
فهل يستويان كيف ذلك
إن الله الحكم العدل
يحكم بين عباده بالقسط
فمن رزق بالخير وشكر فيجازيه الله خيراً أما من لم يشكر وكان من الكافرين فيعاقبه الله
ومن ابتلي بقلة المال والصحة وغيرها وصبر فيجازيه الله خيراً وأما من لم يصبر وكفر فيعذبه الله بذلك
وعلى قدر الشكر والصبر يكون الجزاء
هذا يسمى الظلم و ليس العدل ،العدل هو ان تعدل و تساوي الطرفين بالكامل ، و ليس تعطي هذا المال و البنون و راحة البال ، و تحرمه من الصحة ، و الجمال و حب الناس إليه ،
مفهومك للعدل مفهوم قاصر فإذا حصل كل الناس علي المال والبنون والصحة والجمال وكل شئ فهذا لن يكون في الحياة الدنيا ولكن سيكون بإذن الله في جنه الخلد
هذا الكلام غير صحيح إطلاقا
والا لماذا وزع الله للكفار نصيب أكبر نوعا من المسلمين
من المفترض نحنا كمسلمين نكون من أرقى واسعد الناس لأننا نعبد الله وحده