صدق ودقة الإمام البخاري في نقل الأحاديث
كان الصحابة في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم يجلسون معه ويتعلمون منه ما ينفعهم في دينهم وفي دنياهم ، تعلموا منه العديد من الامور ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك كمبيوتر لتسجيل الأشياء التي يقولها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، حتي أنهم كانوا يكتبون القرآن علي ورق النخيل وعظم الحيوانات ، وبعد موت رسول الله صلي الله عليه وسلم خاف أبو بكر علي ضياع القرآن بسبب موت العديد من حفظة القرآن في حروب الرده فأمر بجمع القرآن ، ولكن الأحاديث النبوية لم يتم كتابتها ، وسنة رسول الله وأحاديثة من أهم الأشياء لنا كمسلمين والتي تجعلنا نتعرف أكثر علي ديننا ، لذلك وبعد موت أبي بكر وعمر بن الخطاب بدأ عدد من الصحابة في جمع أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم .
ولم يكن الصحابة يقومون بجمع أي حديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقد كان في ذلك الوقت هناك العديد من الناس الذين يفترون أحاديث ويدعون أنها علي لسان رسول الله ، لذلك فقد تحري صحابة رسول الله عليه الصلاه والسلام الدقة الشديدة في جمع الأحاديث وأي حديث غير موثوق كانوا ييتعدون عنه ، ومن أشهر الأشخاص الذين قاموا بجمع حديث رسول الله هو الإمام البخاري الذي كان يسافر ربما إلي بلد آخر فقط لكي يتأكد من صحة حديث واحد فأفني عمره في خدمه الإسلام وفي جمع أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم .
وهناك قصة عن الإمام البخاري توضح كيف أنه كان شديد الصرامه في نقل الأحاديث والتأكد من صحتها وكان مجرد شكه في الشخص الذي يروي الحديث يجعله يبتعد عن رواية الحديث وإليكم القصة .
قصة الإمام البخاري مع صاحب الفرس
ذهب الشيخ البخاري في سفرة للبحث عن شيخ من الشيوخ الذي يروي حديث عن رسول الله فلما دخل تلك البلده التي بها هذا الرجل والإمام البخاري لا يعرفة ، وجد شخص هرب منه فرسه ويريد أن يأتي الفرس إليه ، فرفع ثوبه وكأنه يحمل في حجرة طعام للفرس فبدأ الفرس يأتي إلي صاحبها حتي إقتربت منه فترك حجره فإذا هو خالي ليس به أي طعام وأمسك بالفرس ورأي الإمام البخاري هذا الموقف ، فاقترب منه وقال له أُريد فلان بن فلان ، فقال له الرجل وماذا تريد منه ، قال لقد سمعت أنه يروي حديث عن فلان عن فلان عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال له الرجل أنا هذا الشخص وفعلاً قد سمعت عن فلان عن فلان عن رسول الله أنه قال وذكر له الحديث .
ولكن الإمام البخاري رفض رواية هذا الحديث وقال ” إذا كان هذا الرجل يكذب علي بهيمتة ، فأخشي أن يكذب علي رسول الله ” .
وإستغرق كتابة صحيح البخاري ١٦ عام لأنه كان يتحري الدقة في كل حديث ، وكان يصلي الإستخارة قبل أن يضع أي حديث في كتابة ” صحيح البخاري ” ، لذلك فالبخاري أدق كتاب بعد كتاب المولي عز وجل ، ورحم الله هذا الشيخ الذي سعي لنقل كلام رسول الله بدقة بعيد عن أي كذب وتزوير .
اقرأ أيضا