من أصبح آمنا في سربه ، معافى في بدنه … فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها
القناعة
سوف نتكلم اليوم عن حديث شريف من أجمل الأحاديث التي إذا طبقها الإنسان في حياتة فسوف يكون أسعد الناس ، ولكن للأسف نحن بعيدين كل البعد عن ذلك الحديث .
أخرج الترمذي في سننه عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أصبح منكم آمنا في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا )
شرح الحديث
يقول الرسول صلي الله علية وسلم ، أن أي شخص يستيقظ صباح اليوم ولدية بعض الأشياء فيكون قد ملك الدنيا بأكملها وتلك الأشياء هي .
١ – آمن في سربة : المقصود بالسرب قد يكون أهلك وعيالك أو بيتك وطريقك ، المهم أنك تشعر بالأمان ولا تخاف من أحد غير الله .
٢ – معافي في جسدة : حيث تشعر أنك بصحة جيدة وجسدك يستطيع أن يتحرك ويذهب إلي العمل ويصلي ويذكر الله وتتحرك ذهاباً وإياباً وتشعر أنك خالي من الأمراض .
٣ – عندة قوت يومة : إذا إستيقظت ووجدت أنك تملك الأموال التي تستطيع أن تحضر بها طعامك أنت وأبنائك بذلك يكون لديك قوت يومك .
من إستيقظ من نومة ووجد أن لدية تلك الأشياء فهو يمتلك الدنيا بأكملها ، فماذا تُريد بعد ذلك لديك الصحة ولديك قوت يومك ولا تشعر بالخوف من أحد وتعيش في آمان .
فائدة تطبيق هذا الحديث
ربما يعتقد البعض أن هذا الحديث يدعو إلي الكسل وعدم الإجتهاد لأنك إذا حصلت علي قوت يومك لن تعمل ، ولكن هذا الحديث يدعونا إلي الزهد في الحياة الدنيا ، والزهد ليس الفقر يجب أن تمييز بينهم ، فهذا الحديث يقول لك أن ترضي بالأشياء التي ذكرنها ولكن تعمل وتجتهد وتحقق كل النجاح ، ولكن الفائدة من تطبيق هذا الحديث أنك سوف تشعر دائماً بالرضي ، بمعني أنك إذا واجهتك مشكلة في عملك ، إذا تأخرت ترقيتك ، إذا كنت تعاني من أن المرتب قليل ، عندما تتذكر أنك لديك أهم مميزات وهي أنك معافي في بدنك وآمن في سربك وعندك قوت يومك ، سوف تشعر بالرضي وتحمد الله علي نعمة .
لماذا لا نرضي بما لدينا
ذلك الحديث يدفعنا إلي أن نُفكر لماذا لا نرضي بما لدينا وما أعطانا ورزقنا به الله ، هل تعلم أن الشخص الذي يمتلك المليون غير راضي ويريد أن تُصبح ثروتة ٢ مليون ، والشخص الذي يمتلك المليار أيضاً غير راضي ، والشخص الفقير غير راضي ، الجميع غير راضي عن حياتة وعن ممتلكاتة ، سوف نرضي فقط عندما نتبع ذلك الحديث ، ونزهد في حياتنا الدنيا ونعمل لحياتنا الآخرة .
اقرأ أيضا