معلوماتمقالات

مقال بعنوان ” كيف تتبدل الأحوال قوي اليوم ضعيف الغد”

أنا شاب في الثلاثينيات، ربما لم أمتلك الخبرة الكافية لأكتب عن تبدل الأحوال، فأنا وبكل حال لم أعاصر الكثير، ولكني رأيت ما أظن أنه يجعلني قادراً علي كتابة هذا المقال “كيف تبدلت الأحوال”

رأيت حكام العرب يزيدون في سلطانهم، ويبنون قصورهم، ويعلون سلم المجد تدريجيا حتي هوي بهم السلم، وبكل حال من الأحوال فهم الآن في قبورهم ليسألهم المولي عز وجل عن ما قدموا وما أخروا.

رأيت قوي الأمس وهو شيخ كبير عاجز، أو مريض في المستشفي يُنازع الألم ويتمني أن يُريحة الله بالموت.

وها هو فقير الأمس، الذي كان الجميع لا يطيق الجلوس معة يتهافت اليه الجميع ليعرفوا أخبارة ويتقربوا منه بعدما منّ الله عليه بالمال أو السُلطة أو الشُهرة والأمثلة كثيرة أمامنا.

وغني الأمس أيضاً رأيتة وقد بدد مالة وابتعد عنه الجميع.

قرأت القرآن وصدقتة فقال لي القرآن أنه كان هناك ملك يُدعي فرعون وصل به الحال إلي أن قال أنا ربكم الأعلي، وقال اليس لي ملك مصر وهذة الأنهار تجري من تحتي، وفي النهاية مات غريق، ولم يبقي منه غير جثتة.

رأيت الإسلام بدأ ضعيفاً بمحمد صلي الله عليه وسلم وأصحابة، وغزي العالم، وأصبح المسلمين سادة العالم، وها نحن الآن مستضعفين مسلوبي الإرادة، وغداً بإذن الله سنعود.

وهذا الطفل الضعيف العاجز، أصبح شاب قوي مفتول العضلات، وفي الغد سيكون شيخ كبير عاجز، هذة سنة الحياة قوة من بعد ضعف، وضعف من بعد قوة.

التاريخ دائماً ما يتغير من قوي إلي ضعيف والعكس، والصحة دائماً تتغير من ضعف لقوة والعكس.

ماذا نستفيد من تغير الأحوال

تغير الأحوال هو رسالة موجهة لنوعين من الأشخاص.

1 – المُتشائم

إذا كنت دائماً تري أنه لا يوجد أمل فأنت لم تفهم الحياة بعد، فطبع الحياة التغيير والتبديل، لن تبقي في فقرك، ولن يستمر ضعفك، ولن تطول خيباتك، فغدا أجمل بإذن الله، ولكن هناك شرط، أن تسعي وتُحاول وتعمل، فالبيت إكتماله لم ياتي في ليلة وضحاها، ولكن وضع الطوبة فوق الطوبة أعطانا في النهاية هذا البيت الجميل، فاسعي وحاول وسوف يُبدل الله حالك إلي الأحسن.

2 – المُتكبر

أيضاً تغير وتبدل الأحوال يُعطي درس هام للمتكبر، فسلطتك لن تدوم، ومالك لن يدوم، وصحتك، وجمالك، وابنائك، وكل ما تمتلكة لن يدوموا وفي يوم وضحاها تتبدل الأحوال، فادعو الله أن يُديم عليك نعمته، ولا تكن مثل قارون الذي قال لقد أوتيتة علي علم عندي، فخسف الله به الأرض.

قصة واقعية عن تغير وتبدل الأحوال

قام الممثل الشهير ( أرنولد شوارزينجر ) بنشر صورة له وهو نائم في الشارع تحت تمثاله الشهير المصنوع من البرونز، وكتب بحزن “كيف تغيرت الأوقات!”.

سبب كتابته للجملة ليس فقط لإنه كبر في السن، لكن لأنه عندما كان حاكم ولاية كاليفورنيا قام بإفتتاح الفندق الذي يوجد التمثال أمامه حيث قال له المسؤولون عن الفندق (وقتها) “في أي وقت يمكنك المجئ ولك غرفة محجوزة بإسمك مدي الحياة ..”

وعندما ترك أرنولد الحكم وذهب للفندق، الإدارة رفضت إعطائه الغرفة بحجة أن الفندق محجوز بالكامل !
فأحضر غطاء .. ونام تحت التمثال .. وطلب من الناس أن تصوره.

أرنولد أراد ان يبعث رسالة هامة، أنه عندما كان في السلطة وله منصب، كان الجميع يجاملونه وينافقوه، ولما فقد هذا المنصب نسوه ولم يوفوا بوعدهم له.

في النهاية، نعم الأوقات تتغير فلا تثق بمنصبك، ولا بمالك، ولا بقوتك، ولا بذكائك، فكل ذلك لن يدوم، ولن يبقى منه سوى ذكرى.

وأنهي معكم بهذا البيت من الشعر الذي يصف تبدل الأحوال فيقول.

دع المقادير تجري في أعنتها ** ولا تبيتن الا خالي البال
ما بين طرفة عين وانتباهتها ** يغير الله من حال الى حال

مواضيع مشابهة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى