النفس البشرية بها العديد من الصفات والطباع منها الطباع الحسنة ومنها السيئة من الطباع السيئة هو حب الشخص أن يمدحة الناس فحب الإنسان للمدح هي طبيعة بشرية مهما أنكرت أنك لا تحب هذا الشعور فأنت كاذب من داخلك ، فأي شخص يُحب أن يشكره الناس علي ما فعله ، وهذا لن يكون شئ خاطئ في كل الأوقات فمثلما يوجد مدح مذموم يوجد مدح محمود ومثلما يوجد أضرار للمدح يوجد أيضاً فوائد لها .
فوائد المدح
وقبل أن نتحدث عن أضرار المدح سوف نتحدث عن فوائدة ، فالمدح في حدود المعقول هو دافع للممدوح للمزيد من الإنجاز والعطاء ، إذا فعل أي شخص شئ وتعب فيه وأنجزة ، إذا اخترع عالم اختراع جديد ، إذا عالج طبيب حالة مستعصية ، إذا كسب محامي قضية صعبة ، إذا فعل أي شخص شئ مفيد ولم يعطيه أحد اهتمام ولم يشعره أحد أنه قام بإنجاز ولم يمدح أحد ما قام به فسوف يتخاذل ويشعر أن فعلته لا قيمة لها ، فعندما يفعل أي شخص شئ صعب يجب أن يتم شُكرة ومدحة هو من المدح المحمود .
وقد مدح الرسول صلي الله عليه وسلم بعض من أصحابه لما علمه من صدق قلوبهم وصدق إيمانهم ، وعلمه أن هذا المدح لن يؤثر علي صدق إيمانهم ، ولنا في قصة مدح النبي لعبدالله بن عمر العبرة ، فعندما أراد توجيهة الي قيام الليل قال ( نِعم الرجلُ عبدالله، لو كان يصلي من الليل ) فكان بعد ذلك لا ينام من الليل الا قليلا .
لذلك فالأب في حاجة الي المدح مع أبنائة ، وهكذا المُدرس مع طلابة ، والرئيس مع موظفية حتي يحثهم علي الاستمرار والعطاء .
اقرأ : ربوا أبنائكم وتعلموا الفرق بين الرعاية والتربية.
أضرار المدح
عندما يتم إستخدام المدح بأسلوب خاطئ هنا يبدأ الضرر سواء كان المُخطئ المادح أو الممدوح .
ومن أضرار المدح علي المادح ( الشخص الذي يمدح الناس ) أنه قد يُنافق الناس وهو لا يعلم فالشخص الذي من طبعة مدح الناس يتعود علي هذا الأمر لدرجة أنه قد ينافق أحد ويمدحه بما ليس فيه ، كما أن المادح قد يمدح شخص وهو لا يعلم الا ظاهرة ، فيمدح إيمانه علي سبيل المثال بينما يكون الممدوح منافق وظاهرة الإيمان بينما باطنة الكُفر وقد روي أَبِى بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنَقَ صَاحِبِكَ» مِرَارًا ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لا مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلاَنًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلاَ أُزَكِّى عَلَى اللَّهِ أَحَدًا، أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ»[8] {رواه البخاري} .
لذلك لم يكن الصحابة رضوان الله عليهم يحبوا أن يمدحهم أحد حتي لا يقوم أحد بمنافقتهم من أجل مصلحة أو غيرها من أمور الدنيا ، وعندما أثنى رجل على عمر رضي الله عنه فقال أتهلكني وتهلك نفسك .
أما ضرر المدح علي الممدوح ( الشخص الذي يتم مدحة ) أن هذا المدح قد يجعلة يشعر بالكبر أو الإعجاب بالنفس ، فربما يشعر بعد ذلك بأنه أفضل من الناس وله فضل عليهم ، وبعد ذلك إما يتجبر علي الناس لأنه يشعر أنه أفضل منهم ، أو يتراخي لأنه يشعر أنه يفعل أكثر من طاقته وربما قد يصل به الحال الي الشعور بالكمال .
قصة الكاتب أحمد خالد توفيق مع المدح
كان الدكتور أحمد خالد توفيق عضو في منتدي (شبكة روايات التفاعلية) وقد تم طرح موضوع بعنوان : صف د.أحمد توفيق في ثلاث كلمات .
إنهارت عبارات المدح والثناء عليه بينما بدأ البعض في السب والشتيمة .
فدخل د. أحمد توفيق واصفاً نفسة في ثلاث كلمات ( خجلان ، محرج ، ممتن )
وأكمل كلامه أن كل تلك العبارات من المديح قد يدفعة إلي غرور شديد يجعلة يشعر أنه رائد القصة العربية ، فالمديح يغير من شخصية الإنسان مهما زعم العكس ، وهناك بعض الكُتاب الذين كانوا في قمة التواضع وأصبح الآن لا يستطيع التواصل معهم بعدما شعروا بالغرور .
وأكمل كلامه بأن هذا المدح سوف يستفز بعض الناس فيسبونه دون أي ذنب إقترفه وأنهي كلامه بأنه يُفضل أن لا يتلقي أي عبارات مدح في مقابل أن لا يتلقي أي شتائم .
اقرأ أيضا