نظرية التطور “النظرية الداروينية” بين العلم والدين وأشهر الأسئلة حولها
محتوى المقال
تحذير ( الموضوع قد يكون طويل ولكنه كافي وشافي عن كل الأسئلة في نظرية التطور ونظرية داروين فأكمل القرائة للنهاية )
إعداد : المعلومة
نظرية التطور من أشهر النظريات التي أحدثت ضجة كبيرة في القرن ١٩ وما زالت غير مفهومة لدي البعض الي الآن ، البعض يرفض تصديقها بسبب تعارضها مع الدين ، ولكن الغرب أصبح يعترف بها بنسبة ٩٠% نظراً الي الأدلة والإثباتات التي تدعم هذة النظرية وتدعم صحتها ، وسوف نتكلم اليوم في عدة عناصر تخص التطور ، وسوف نناقش التطور من كل النواحي التي تهم القارئ ، سوف نعرضها من الناحية العلمية ومن الناحية الدينية وسوف نقدم لكم أهم المعلومات عن التطور الذي إسسة داروين مما جعل تلك النظرية تُنسب اليه فيما يُعرف بالنظرية الداروينية .
من هو مُخترع نظرية التطور
نظرية التطور ليست خاصة بالعالم داروين فقط ولكن قد تحدث عنها العديد من العلماء الذين سبقوا داروين وتحدثوا عن التطور في الجنس البشري وكيف أن الإنسان لم يكن علي هذا الشكل منذ ملايين السنين ، وتكلم في تلك النظرية فلاسفة الإغريق الذين اعتقدوا أن الحياة نشأت في البحر وانتقلت الي الأرض ، وتحدث الرومان والصين في مثل تلك النظريات ، وكان هناك علماء مسلمين لهم أبحاث في التطور ، ولكن ظهرت نظرية التطور بالشكل النهائي كعلم كامل به أدلة علي يد العالم داروين ، لذلك فهو يُعتبر المؤسس الأصلي لنظرية التطور .
ما هي نظرية التطور
نظرية التطور تنص بإختصار علي أن الكائنات الحية تستطيع أن تتطور من شكل الي شكل آخر بُناء علي الظروف التي يتعرض لها الكائن واليكم نظرية التطور بشكل علمي .
” في الظروف الوسطية للحالة الطبيعية يحدث التطور وفق وتيرة ذات نتائج بعيدة الملاحظة ، أي أنها لا تلاحظ غالبا في حياة عمر شخص واحد .
ولكن عندما ينعطف المناخ إنعطافا حادا و يغير مقاييس الوسط بسرعة حينها سنجد نوعان محتملان من الكائنات التي تستجوب لها أي نجد هناك بعض الأنواع غير قادر على تغيير بسرعة كافية و تنقرض في وسط معين أو وفق التغييرات و جغرافيا البيئة ولكن الآخرين سوف تتطور و تتأقلم في ذالك الوسط لذا الانتقاء الطبيعي مكنهم من الاستمرار في في بيئة متغيرة عكس الأنواع الأخرى “
أي أن نظرية البقاء للأقوي هي من أهم عوامل التطور فالكائن الحي يتعرض لظروف وتغيرات جوية تدفعة الي تجديد وتغيير نفسة ، القادر علي التغيير سوف يستمر في الحياة ، والغير قادر سوف ينقرض .
مراحل تطور الإنسان في النظرية الداروينية
يري أصحاب فكرة التطور أن الإنسان لم يكن علي هذا الشكل الموجود علية اليوم ولكنة كان أقرب الي شكل القرد وتطور بالتدريج حتي يصل الي الشكل الذي هو عليه اليوم وبسبب وجود بعض الحفريات للبشر قديماً والذي يقترب شكلهم من الحيوانات ، لذلك يعتقد داروين أن أسلاف الإنسان كانت كالتالي .
١ – أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس
تطورت في أفريقيا منذ أكثر من 3 مليون سنة و يعتقد أنه قد تم من الأنواع الأولى على المشي منتصبا و حجم تجويف الدماغ هو أقرب إلى من الشمبانزي انها أصغر بكثير من تجويف الدماغ من أكثر أنواع اسلاف الانسان الأخيرة أما شكل الوجه هو أيضا مشابه لتلك التي من الشمبانزي ومع ذلك فإن الأسنان هي أصغر حجما وتشبه الانسان أكثر .
٢ – الانسان المنتصب
تطور الانسان المنتصب في أفريقيا قبل حوالي 2 مليون سنة و إنتشر تدريجيا في جميع أنحاء آسيا لديه قدرة الدماغ أكبر من أوسترالوبيثيكوس أفارينيسيس لكن دماغها لا يزال أصغر بكثير من البشر البدائيون والبشر المعاصرين و أما الوجه هو أكثر جحوظا .
٣ – “الهوبيت” هومو فلوريس
كان إنسان فلوريس لديه طول 1M فقط من القامة وأنه لا يزال هناك بعض الجدل حول ما إذا كان من الأنواع المنفصلة، أو من الإنسان الحديث المريض أو من الانسان المنتصب المتضاءل أما تجويف الدماغ هو أصغر من أي أنواع اسلاف الانسان الأخرى وأيضا أصغر من الشمبانزي .
٤ – الإنسان البدائي هومو نياندرتال
تطور البشر البدائيون في نفس الوقت تقريبا كالبشر الحديث وتوفي بذالك منذ حوالي 25،000 سنة و مثل الإنسان الحديث حيث لديهم تجويف الدماغ واسع .
٥ – الإنسان الحديث هومو سابين
تطور الانسان العاقل في أفريقيا منذ حوالي 100،000 سن ، ولديهم الدماغ أكبر لحجمها من أي نوع من الأنواع الأخرى من اسلاف الانسان .
بداية التطور
الأرض موجودة منذ ما يُقارب ٢ مليار سنة ، ويعتقد العلماء أن الحياة لم تكن موجودة ، وبعد هذا ظهرت الكائنات وحيدة الخلية مثل الأميبا ، بدأت تلك الكائنات تتطور حتي وصلت الي الكائنات الفقارية وبالطبع استغرق هذا التطور ملايين السنين ، والكائنات الفقارية ليست الإنسان فقط بل تشمل الزواحف والأسماك والثديات ، وقد تكون بداية التطور كانت ظهور الأسماك ، وبعد ذلك إحتاجت الي الخروج من الماء الي البر فتطورت الي الزواحف وتطورت وتطورت الي أن وصل الإنسان ، بمعني أننا جميعاً نشأنا من نفس الأصل البعض تطور والبعض ظل كما هو والبعض انقرض فالكائنات الحية كلها عائلة كبيرة .
السبب في تأييد العلماء لنظرية التطور
نظرية التطور لم تُصبح في وقتنا الحالي نظرية بسيطة يُمكن نفيها بسهولة فالعلماء لديهم العديد والعديد من الأدلة القاطعة التي تُثبت أن التطور قد حدث بالفعل منذ ملايين السنين وأنه كان أسلافنا من سلاله القرود ومن تلك الأشياء التي تدعم النظرية الداروينية .
١ – التشابة الفعلي بين جميع الكائنات علي سطح الأرض ، فالإنسان يقترب من القرد ، والقرد يقترب من الكلب ، والكلب يتشابه مع الثعلب والذئب ، والذئب يُشبة النمر ، والنمر يُشبة القطط ، وهكذا وهكذا حتي نصل الي أن جميع الكائنات علي سطح الأرض متشابهة .
٢ – التشابة الكبير بين الإنسان والقرد ، في الأعضاء والعمود الفقري والهيكل والعضلات والأمعاء والأوعية ، حتي أن الإنسان في بداية مراحل تكوينة في بطن أمه يكون مشابه للقرد ، والقرد في بداية تكوينة يكون مشابه للكلب وهكذا .
٣ – وجود بعض الأعضاء داخل جسم الإنسان والتي ليس لها أي فائدة عند الإنسان فمثلاً
- الزائدة الدودية ليست لها أي منفعة في جسمنا في الوقت الحالي ، ولكن العلماء يعتقدون أنها كانت مفيدة في الوقت الذي كان الإنسان يعتمد في غذائة علي النبات بشكل أساسي .
- عضلات الأذن التي تُساعد علي تحريك الأذن لم تعد تعمل ولكنها موجودة لدي الأنسان ولكنها معطلة ، بينما تعمل لدي الأرانب والكلاب .
- ضرس العقل الذي لم يعد له مكان في الفم ، ونسبة كبيرة من الناس لم يعد يظهر لديهم ضرس العقل ، ولكنه كان مُفيد قديماً عندما كان الفك كبير وكان الطعام قاسي بينما الطعام الآن أصبح سهل وناعم .
- العصعص ، وهو عظمة موجودة في نهاية العمود الفقري وليس لها أي إستخدام نهائياُ ولكنها قديماُ كانت تكون الذيل .
٤ – الحفريات التي إكتشفها العلماء للبشر السابقين منذ آلاف وملايين السنين توضح التطور الذي تعرض له الإنسان في كل مرحلة بداية من شبية القرد وصولاً الي الإنسان .
مفاهيم خاطئة عن التطور
هناك بعض المفاهيم والمعتقدات الخاطئة عن التطور والتي يجب أن يتم توضيحها .
١ – الإنسان أصلة قرد
تلك العبارة هي الأشهر في التطور بينما هي ليست ضمن أبحاث التطور ولكن الحقيقة أن الإنسان نوع والقرد نوع ، وكان لهم سلف وأجداد مشتركون تعرضوا للفناء ، وتبقي الإنسان والقرد أي أنهم أبناء عم وليسوا أخوان .
٢ – التطور لا يحدث الآن
التطور يحدث في كل عصر وكل وقت ولكن يحتاج الي فترات طويلة تُقدر بملايين السنين لذلك من الصعب أو المستحيل أن يُلاحظ شخص واحد التطور في حياتة .
أسباب معارضة نظرية التطور
نظرية التطور تستند الي دلائل قوية لا يمكن نفيها ، ولكن بها بعض الثغرات ، يتخذ البعض تلك الثغرات لمهاجمة النظرية لأنها تنفي وجودة إله فالأديان السماوية الثلاثة تقول أن الإنسان مخلوق علي صورتة وأول شخص نزل علي الأرض هو سيدنا آدم وقد خلقة الله في أحسن تقويم ، فكيف يكون بداية الإنسان من أشباه القرود ، تلك النظرية تهدم الدين بشكل كُلي ، والبعض الآخر يقول أن التطور غير موجود فإذا كان الإنسان قد تطور من القرود فلماذا لم تتطور القرود هي الآخري ؟؟ .
العلماء الذين أنكروا نظرية التطور
١ – الدكتور سوريال
يقول في كتابه “تصدع مذهب دارون” إن الحلقات المفقودة ناقصة بين طبقات الأحياء، وليست بالناقصة بين الإنسان وما دونه فحسب، فلا توجد حلقات بين الحيوانات الأولية ذات الخلية الواحدة، والحيوانات ذوات الخلايا المتعددة، ولا بين الحيوانات الرخوة ولا بين المفصلية، ولا بين الحيوانات اللافقرية ولا بين الأسماك والحيوانات البرمائية، ولا بين الأخيرة والزحافات والطيور، ولا بين الزواحف والحيوانات الآدمية، وقد ذكرتها على ترتيب ظهورها في العصور الجيولوجية .
٢ – دلاس
يقول دلاس بإختصار إن الارتقاء بالانتخاب الطبيعي لا يصدق على الإنسان، ولابد من القول بخلقه رأسا .
٣ – فرخو
يقول إنه يتبين لنا من الواقع أن بين الإنسان والقرد فرقاً بعيداً فلا يمكننا أن نحكم بأن الإنسان سلالة قرد أو غيره من البهائم، ولا يحسن أن نتفوه بذلك .
٤ – ميغرت
يقول بعد أن ننظر في حقائق كثيرة من الأحياء فإن مذهب دارون لا يمكن تأييده وإنه من آراء الصبيان .
٥ – هكسلي
وهو صديق لداروين يقول إنه بموجب مالنا من البينات لم يثبت قط أن نوعاً من النبات أو الحيوان نشأ بالانتخاب الطبيعي، أو الانتخاب الصناعي .
رأي الدين في التطور
الدين لم يتكلم عن التطور بشكل مباشر أو غير مباشر لكن علماء الدين يرفضون التطور بكل أشكاله وأسباب رفضهم للنظرية من رأيهم الديني كان كالتالي .
١ – يقول المولي عز وجل ( الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ) [الزمر: 62].
فهم يزعمون أن الطبيعة هي التي تخلق بينما يخبرنا الله أنه هو خالق كل شئ .
٢ – يقول المولي عز وجل ( ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم ) [الكهف: 51] ، فكل ما يفعلة العلماء هو نظريات ولكن الله لم يُشهد البشر علي خلق الأرض .
٣ – يقول المولي عز وجل ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) [الإسراء: 70] ، فالله قد كرم الإنسان علي القرود وعلي كل المخلوقات والتطور لا أصل له في الأديان السماوية الثلاث .
محاولة التوفيق بين نظرية التطور والدين
رفض نظرية التطور في ظل هذا التقدم العلمي يُعتبر جهل بنظرية التطور ، فنظرية التطور لها دلائل لا يٌمكن أن يتم تجاهلها لذلك حاول البعض ان يوفق بين نظرية التطور لداروين ، وبين نظرية الخلق التي نؤمن بها جميعاً ، واليكم أشهر الأراء التي وفقت بين نظرية التطور ونظرية وجود اله خالق لكل شئ .
١ – يقول الدكتور ” يحي مرسي ” : لا يوجد تعارض بين نظرية التطور وبين حقيقة وجود الله ، فمن يعتقد أن نظرية التطور تنفي وجود الله قد فهم النظرية بطريقة خاطئة ولكنها تُثبت أن الجسد البشري تطور مع الزمن ولكن نشأتة بفعل الله .
٢ – أُستاذ الكمياء ” رضوان كمال ” كان يقول لم أؤمن بنظرية التطور لداروين ولكن بينما هو في محاضرتة في جامعة ميتشيغان وجد أن لتلك النظرية حقائق لا يمكن إنكارها بأي طريقة من الطرق ، فعلم أن التطور حقيقة ولكنه إستثني الإنسان من التطور لأن هذا يتناقض مع الدين ، وبعد فترة وأثناء قرائتة القرآن وقرأ تلك الآية ( وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قومٍ آخرين ) علم أن التطور حقيقة تعرض لها حتي البشر .
٣ – البعض يعتقد أن التطور هو طريقة الله لخلق البشر بهذة الدقة فيقول براين غرين عالم الفيزياء: «ليس هناك من طريقةٍ علمية لإثبات وجود الإله، أو لإثبات إن كان الكون قد صنع بإله أو بدونه، فدور العلم هو أن يفسر لكَ أسئلة ( كيف ) كيف تطور الكون إلى الشكل الذي نراه؟، لكن العلم سيكون عاجزًا عن إجابة سؤال ( لماذا ) تطور الكون بهذه الطريقة وليس بسواها مثلًا .
٤ – يقول بابا الفاتيكان “البابا فرانسيس” : إن الرب لا يملك عصا سحرية لفعل الأشياء ولكن كل شئ يحدث في هذا الكون يدل علي صنع إله ذو حكمة وتدبير ، وإذا كان داروين قد أثبت أن جسد الإنسان هو حيواني في الأصل ، وأنه نشأ من الخلية ، ولكنه لم يفسر كيف نشأت الخلية في الأصل ، مما يعني وجود قوة أكبر من تفكيرنا وتخيلنا وهو بالطبع الله خالق كل شئ .
رأي الكاتب في نظرية التطور
لكل شخص رأية وللكل الحرية في التعبير ورأيي أن نظرية التطور ما هي الا وهم مليئ بالفرضيات التي ليس لها أساس ، فالله عز وجل أعطانا العقل لكي نفكر به ، إذا كنت تسير في الصحراء وشاهدت تلك التماثيل التي في الصورة التالية .
هل ستقول أن تلك التماثيل تم عملها من قبيل الصدفة ، أم حتماً سوف تقول أن هناك شخص عاقل صنع تلك التماثيل بدقة بالغة ، العقل يرفض أن تقول أنها صنعت بالصدفة ، كيف تكون كل تلك الدقة الموجودة في تلك التماثيل من الصدفة ، إذاً كيف نتقبل أن الإنسان الذي هو أكثر الكائنات دقة علي وجه الأرض قد صنع من الصدفة ، كل شئ مصنوع لا بد له من صانع ، لذلك نشأت نظرية أُخري وهي نظرية التصميم الذكي ، والتي تُقر أن هذا الكون خُلق بواسطه مُصمم ، وبدقة عالية .
اقرأ أيضا عن نظرية التصميم الذكي : ( نظرية التصميم الذكي )
مواضيع مشابهة
لا يوجد تعارض بين خلق الانسان ونظرية التطور فكلها صحيحة وتطور النوع موجود فى الاسلام والفرق بين النطرية والحقيقة ان الله خلق الانسان وتطور وعندما كان الخلق بدء يكتمل تم نفخ الروح فى اول كائن بشري عاقل وهو ادم عليه السلام وتم خلق حواء منه وخرج تؤام الى الحياة ادم وحواء وافترقنا وتقابلنا فى عرفة وبدأت سلالة الانسان العاقل المكلف حتى يوميا هذا وقال تعالى أن الله اصطفى ادم ونوح وال ابراهيم وال عمران على العالمين