أفضل ما قِيل في “هل الإنسان مُخير أم مُسير” ؟؟
سؤال يحير جميع العلماء المسلمين ، وهو محور نقاش عبر مر العصور ويقع فيه العلماء وليس فقط الأشخاص العاديين ، وهو هل الإنسان مخير أم مسير ، فالمولي عز وجل يعرف ما تخفية الأنفس وفي حديث صحيح يقول فيما معناه أن البشر لو اجتعوا علي أن يضروك لن يستطيعوا الا بشئ قدرة الله رُفعت الأقلام وجفت الصحف ، فيقولون أن الإنسان مسير ، والبعض الآخر يقول أن الإنسان مُخير ولا يمكن أن يكون مُسير فما فائدة أن يخلق الله البشر ويكتب لهم كل شئ عنهم فبذلك لا يمكن أن نلوم الكافر علي كفرة لأنه لم يختار أن يكون كافر ولكنة فرض عليه ، وهذا الأمر غير حقيقي ، فما هو الصواب ، هل الإنسان مُخير أم مسير .
هل الإنسان مُخير أم مسير ؟
الجواب بإختصار هو أن الإنسان مُخير في كل أفعالة وسوف نشرح ذلك بالدليل في النقط التالية .
في البدايه إذا كان هناك شخص لا نستطيع أن نحكم عليه هل هو كريم أم بخيل ، فبذلك هو يحمل الصفتين فهو في بعض الأحيان يتصرف بكرم فعندما نأتي لنحكم عليه بأنه كريم نفاجئ انه يتصرف أحيانناً أخري ببخل ، فلا نعرف هل نحكم عليه بأنه كريم أم بخيل لأنه يحمل كلا الصفتين ، وهكذا أيضاً الإنسان هو مسير وأيضاً مخير ، لذلك قسّم الشيخ الشعراوي الفعل إلي ثلاث أقسام ، فعل يقع في الشخص ، وفعل يقع علي الشخص ، وفعل يقع من الشخص .
الفعل الذي يقع في الشخص مثل عمل أجهزتة وصحتة فكل تلك الأشياء وضعها الله والإنسان فيها مُسير ليس له إختيار .
والفعل الذي يقع علي الشخص هو إمتحانات كتبها الله علي الإنسان يجب أن تخوضها لكي يختبرك الله فهذا أيضاً ليس للإنسان تحكم به فالإنسان مسير في ذلك فالإنسان يتعطل قلبة ويمرض ويكون بصحة جيدة كل هذا لا دخل للإنسان به .
والفعل الذي يقع من الشخص هو منطقة الإختيار فالله يكتب لك أن تمرض وأنت عليك أن تختار الصبر علي البلاء أو عدم الصبر والإعتراض علي أمر الله ، أنت تولد مؤمن أو كافر هذا الإنسان مُسير بتلك النقطه ولكنك من تختار أن تظل علي كُفرك أو تدخل الإسلام .
- لماذا أنزل الله في كتابة الكريم أوامر للناس بأن يفعلوا كذا ولا يفعلوا كذا ، إذا كان الإنسان مُسير فلا فائدة من تلك الأوامر ، ولكن الله ترك لك الإختيار ولكنه وجهك إلي الصواب وأنت عليك أن تختار .
- البعض يقول أن الله يعلم كل شئ وكان يقول لرسولة صلي الله عليه وسلم أن هذا لن يؤمن وهذا سوف يؤمن وهكذا ، فبالتالي الله كتب للشخص أن يكون كافر او مؤمن ، وهنا يرد الشعراوي بقوله أن هناك فرق بين العلم والقدرة ، فمثلاً إذا كنت أنت وزوجتك خرجتم خارج المنزل وتركتم الطعام لأبنائكم وكانت المائدة بها سمك وفراخ ولحمة ، فقال الزوج لزوجتة سوف يأكل الأطفال السمك كله والقليل من الفراخ ولن يقتربوا من اللحمه وبالفعل هذا ما حدث ، فهل هذا الشخص ترك لأولادة الخيار أم ألزمهم بالطبع لهم الخيار ولكنه يعرف أن أبنائة يحبون السمك جداً ويحبون الفراخ بدرجة أقل ولا يحبون اللحمه فحكم عليهم من هذا المنطق ، ولكنه إذا كان قد ترك لهم الفراخ فقط فهنا يكون قد ألزمهم وسيرهم لأكل الفراخ ، وهنا تظهر قدرة الله ، فهو علي كل شئ عليم يعلم ما تُخفيه الأنفس ولكنه يترك لك الإختيار وأنت المسئول عن إختيارك ، أنت تُحب الأموال فالطبيعي أن تفعل أي شئ لتحصل علي المال فيختبرك الله بأن يعطيك منصب ، فإذا سرقت فقد فشلت في الإختبار وإذا لم تسرق فقد نجحت وأنت المسئول عن إختيارك .