محتوى المقال
الواسطة و الشاي و الكوسة
من منا لم يعاني ولو مرة واحدة في حياتة من الواسطة ، وكم منا إستخدم نفوذة أو منصبة لكي يسمح لإبنة أو قريبة لكي يشغل منصب لا يستحقة ، جميعنا يشتكي من الواسطة ويعاني منها بالرغم من أننا المسئولين عن هذا الظلم ، لأننا من نسمح بها فجميعنا فاسدون لا أستثني أحد ، الموظف ينتظر الرشوة من شخص لكي يُنهي مصلحتة ، وتعاني جميع الدول العربية بلا إستثناء من الواسطة ، فما هو تأثير الواسطة علي المجتمع .
الواسطة هي السبب الرئيسي في فشل أي منظومة ، فإذا كنت تمتلك شركة هندسية ، ولديك فرصة لتعيين شخص واحد في منصب مهندس في تلك الشركة ، سوف يتقدم إلي الوظيفة العديد من الأشخاص ، وأنت من سوف تختار الأنسب ، وبالطبع سوف تختار الأكثر مهارة ، ولكن قد يكون إبن صديقك يطلب منك تعيينة في المنصب فمن سوف تختار ، أنت الآن لديك خيارين أن تختار شخص موهوب ، أو تختار شخص ليس لدية مهارة من أجل صديقك دعنا نقارن بينهم .
أولاً : إذا إخترت الشخص الموهوب
اول شئ سوف تحقق العدالة عندما تختار الشخص الموهوب ، وسوف يجعل شركتك تتقدم سوف يستخدم أساليب حديثة ومتطورة وسوف يُنمي مهاراتة وسوف يجلب المزيد من الربح لشركتك وبهذا أنت المُستفيد الأول .
ثانياً : إذا إخترت الشخص بالواسطة
أنت بذلك في البداية لم تحقق العدالة ولكنك فعلت ذلك من أجل إرضاء زميلك أو أخوك أو غيرة ، وبهذا وكلت العمل لشخص غير موهوب ، رُبما يبني بيت وينهار بسبب فعلة ، ربما يجعل التكلفة أكبر علي شركتك ، لن يطور من نفسة ، وفي النهاية أنت الخاسر الوحيد .
وهذا حال الوطن العربي ، لديك واسطة فعملك مضمون ، ليس لديك واسطة أو فقير فليس لديك عمل مهما كانت مؤهلاتك ، ومهما كانت خبرتك ، فأصبح لديك جميع المجالات بها أشخاص غير مؤهلين للعمل فكيف تتقدم الدول العربية بهذا الشكل ، كيف تتقدم الدول ومن يقودها غير مؤهل للقيادة ، وتولي منصبه لأن والده لديه معارف ، الواسطة خطر كبير جداً مهما شرحنا لن نوفيه حقه .
سبب تسمية الواسطة ب”كوسة”
الواسطة لها العديد من الأسماء مثل المحسوبية أو الشاي أو الكوسة وسبب تسمية الواسطة بالكوسة هي قصة طريفة ، فقد كان قديماً هناك سوق يأتي التجار لبيع منتجاتهم وكانوا يقفوا في طابور طويل في الشمس حتي يأتي دورهم وكانوا يستثنون تاجر الكوسة ، لأن الكوسة تفسد سريعاً من الشمس ، فأي شخص يحمل الكوسه كان يدخل سريعاً إلي السوق فيهتف الناس غضباً ، كوسة ، كوسة .
أما مصطلح ” الشاي ” فهو كارسة أخري تجدها موجوده بكثرة في المصالح الحكومية إذا أرددت أن تُنجز عملك أو تُنهيه سريعاً فيجب عليك أن تدفع الشاي للموظف وإلا لن يتم إنهاء مصلحتك ، أو سوف تقف في طابور طويل ، فيختصر البعض الطريق ويدفع الرشوة أو الشاي .
وقد نهانا رسول الله عن الرشوة والتي هي أساس الواسطة ، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (لعن الراشي والمرتشي والرائش) رواه أحمد والطبراني من حديث ثوبان رضي الله عنه .
أي أن كل من الذي يقدم الرشوة والذي يأخذها ملعونين خارجين من رحمه المولي عز وجل .
لذلك علينا كعرب أن نقف في صف الرشوة ونمنع إنتشارها لأنها أساس تخلف العرب ، إذا كنت موظف إمتنع عن الرشوة ، إذا كنت صاحب عمل إجعل أصحاب الخبرة هم من يعملون لديك ، حتي ينصلح حال الوطن العربي بإذن الله .